responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 561
وأظهركم من كتم العدم بحوله وقوته بلا سبق مادة ومدة ثُمَّ يُمِيتُكُمْ اظهار لقدرته وبسطته ومقتضيات جلاله وقهره ثُمَّ يُحْيِيكُمْ في النشأة الاخرى لتوفية الجزاء على ما أمركم به في النشأة الاولى وبالجملة إِنَّ الْإِنْسانَ مركب من السهو والنسيان لَكَفُورٌ مبالغ في الكفران لنعم الله ناس لحوق كرمه ومن جملة انعامنا عليه انا
لِكُلِّ أُمَّةٍ من الأمم قد جَعَلْنا وعينا لهم مَنْسَكاً معينا ومقصدا مخصوصا هُمْ ناسِكُوهُ اى ينسكونه ويسلكون نحوه ويتقربون فيه بالقرابين والهدايا فَلا يُنازِعُنَّكَ يعنى من حقهم واللائق بحالهم ان لا ينازعنك ولا يخاصمنك يا أكمل الرسل فِي الْأَمْرِ الذي كنت عليه من الذبح وغيره من الشعائر المتعلقة بأمور الدين ومعالم الهدى واليقين وَادْعُ أنت يا أكمل الرسل إِلى توحيد رَبِّكَ عموم الأنام حيث ما أمرت إِنَّكَ في دعوتك هذه لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ اى طريق واضح سوى موصل الى التوحيد الذاتي بلا عوج وانحراف
وَإِنْ جادَلُوكَ في أمرك هذا ودعوتك هذه وخاصموا معك عنادا ومكابرة فلا تلتفت أنت يا أكمل الرسل إليهم ولا تقابل معهم على سبيل المعارضة والممانعة فَقُلِ لهم ولدفعهم اللَّهُ المطلع لخفيات الأمور واسرارها أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ بمقتضى اهوية نفوسكم فيجازيكم على مقتضى علمه وخبرته بكم وبأعمالكم وان الجأتمونى الى الخصومة والحكومة
ف اللَّهُ المحيط المطلع بضمائر كلا الفريقين يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وبيني يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ معى من شعائر ديني وملتي وامارات يقيني وهدايتي
أَتنكر ايها المنكر المجبول على الإدراك والشعور احاطة علم الله بعموم المعلومات ولَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ المتجلى بجميع ما ظهر وبطن يَعْلَمُ بعلمه الحضوري جميع ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ من الأمور الكائنة والفاسدة فيهما بحيث لا يعزب عن حيطة خبرته وعلمه شيء وكيف لا يعلمها سبحانه إِنَّ ذلِكَ جميعا مثبت مسطور فِي كِتابٍ هو لوح قضائه وحضرة علمه المحيط ولا تستبعد أمثال هذا عن جنابه سبحانه إِنَّ ذلِكَ الاطلاع على الوجه المذكور عَلَى اللَّهِ المتصف بجميع أوصاف الكمال يَسِيرٌ وبجنب قدرته وارادته سهل حقير
وَهم في غاية غفلتهم عن الله وانكارهم احاطة علمه يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ المستحق للعبادة بالاستحقاق ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً اى أصناما وأوثانا لم ينزل سبحانه على استحقاقهم للعبادة برهانا وتبيانا ليكون حجة دالة على مدعاهم وَبالجملة هم يعبدون ما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ لا دليل عقلي ولا نقلي دال على لياقتهم واستحقاقهم للعبادة والانقياد بل ما يعبدون الا ظلما وزورا بلا سند عقلي او نقلي وَبالجملة ما لِلظَّالِمِينَ المتجاوزين عن مقتضى العقل والنقل حين بطش الله إياهم وانتقامه عنهم مِنْ نَصِيرٍ ينصرهم او يستدفع عنهم العذاب ويستشفع لهم عنده سبحانه بتخفيفه
وَمن غاية ظلمهم وخروجهم عن مقتضى الحدود الإلهية إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا الدالة على وحدة ذاتنا وكمالات أسمائنا وصفاتنا مع كونها بَيِّناتٍ واضحة الدلالات عليها تَعْرِفُ وتبصر أنت ايها الرائي فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا بها الْمُنْكَرَ اى علامات الإنكار وامارات العتو والاستكبار بحيث ترونهم من شدة شكيمتهم وغيظهم المفرط يَكادُونَ ويقربون يَسْطُونَ يبطشون ويأخذون بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا يعنى النبي وأصحابه غيظا عليهم وعلى ما جرى من ألسنتهم بل على من انزل عليهم قُلْ لهم يا أكمل الرسل على سبيل التوبيخ والتقريع أَتغيظون وتضجرون من استماع هذه الآيات العظام وتتشاءمون من سماعها فَأُنَبِّئُكُمْ وأخبركم بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ الآيات وهو أشد غيظا واكثر ضجرة وكآبة منها يعنى النَّارُ المسعرة

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 561
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست